[ العقيدة ]
أولا: اللإيمان وأركانه:
اللإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان،وعمل بالجوارح واللأركان، يزيد وينقص،فتصديق الجنان اعتقاد القلب وتسلميه وإذعانه، وحبه وإخلاصه وإرادته لأعمال الصالحة، وقول اللسان: الإقرار إلا من عجز عن النطق بها أو حال القدر دون النطق بعد تصديق القلب، فإنه معفو عنه، وعمل الجوارح فعل الأمر وترك النهي ، وما يتعلق منها بأركان الإيمان فتركه كفر، ولا يكفي في الشهادتين مجرد النطق بل لابد من إقامة شروطها وترك نواقضها كما مر بنا.
مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان فهو في الدنيا ناقص الإيمان والآخرة تحت مشيئة الله إن شاء اللّٰه غفر له وإن شاءالله عذبه. والموحدون كلهم مصيرهم الجنة، وإن عذب منهم بالنار من عذب، ولايخلد أحد منهم فيها قط، لا يجوز القطع لمعين من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه .
والمؤمن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ، والمؤمن يعتقد أنه لاإله إلاالله ، أي معبود بحق سوى الله ،وأنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله وهو وحده المستحق لجميع أنواع العبادة، وكلمة التوحيد
[لاإله إلاالله] يجب الإيمان بها والعمل بمقتضاها.
ولهذه الكلمة شروط:
الأول: العلم المنافي للجهل: أي العلم بمعناها نفيا وإثباتا المنافي للجهل بذلك
قال تعالى: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) [سورة الأية 19]،
وقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم : من مات وهو يعلم أنه لاإله إلاالله دخل الجنة.
الثاني: اليقين المنافي للشك ، فلا يكفي مجرد النطق بل لابد من استيقان القلب وعدم الشك في ذلك قال تعالى:
إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون [سورة الحجرات الأية 15] وقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم:
أشهد ان لاإله إلاالله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة.
الثالث: القبول المنافي للرد ، بمعنى قبول ماتقتضيه كلمة التوحيد بالقلب واللسان والجوارح _ فيما يتعلق بالاعتقاد ، وعدم رد شيئ من ذلك قال تعالى منكرا على الرادين لها- قال تعالى في سورة الصافات: الأية (35)
[إنهم إذا قيل لهم لاإله إلاالله يستكبرون]
الرابع: الإنقياد المنافي للترك ذلك، قال تعالى:[ومن يسلم وجهه إلى اللّٰه وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى] سورة لقمان :الأية 22 عروة الوثقى أي
عروة الوثقى اي بمعنى لاإله إلاالله .
الخامس: الصدق المنافي للكذب وهو أن يصدقها بقلبه ويقولها بلسان ، وإلا كان منافقا ، قال المعصوم (ص): مامن أحد يشهد ان لا إله إلا اللّٰه وأن محمد عبده رسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار . أخرجه البخاري في كتاب العلم رقم (128)
السادس: الحب المنافي للبغض ، بمعنى أن يحب من يحب الشهادتين ويبغض من يبغضهما، فيحب الله والرسول (ص) ويبغض المشركين واليهود والنصارى وسائر الكفار[مع الإحسان إليهم في المعاملة] قال تعالى: [إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا......] سورة المائدة الاية(55)
السابع:الإخلاص المنافي للرياء ، فيريد بقولها وبمقتضاها الله سبحانه وحده، قال رسول اللّٰه(ص) إن الله حرم على النار من قال :لاإله إلاالله يبتغي بذلك وجه الله عزوجل - من توحيد العبادة :الدعاء والإستغاثة والإستعانة والنذر ،والذبح، والتوكل والخوف والخشية واللجوء، والصلاة والزكاة والصيام والحج والحلف .وتوجيه شيئ من ذلك لغير اللّٰه شرك ، أيا كان المقصود بذلك نبيا مرسلا.أو ملكا مقربا ،أو عبدا صالحا.
ومن أصول العبادة أن الله سبحانه يعبد بالحب والخوف والرجاء جميعا وعبادته بواحد منها
منها دون الآخر ضلال.
التسليم والرضا والطاعة المطلقة والمحبة الكاملة لله ولرسوله (ص) والإيمان بالله سبحانه ربا إلها فلا شريك له في حكمه وأمره ، وتشريع مالم يأذن به اللّٰه والتحاكم إلى الطاغوت -
الطاغوت بمعنى :كل ما عبد من دون اللّٰه- واتباع غير شريعة النبي (ص) وتبديل شيئ منها كفر ومن زعم أن أحد يسعه الخروج عنها فقد كفر.
هذاهوالإسلام
التَّـوْحِيدُ نَعِـيمُ الـدُّنْيـَا وَ الآخِـرَةِ
قَـالَ الإِمَامُ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ الله - :
و الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب
فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في
الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة.
وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة، فثمرة التوحيد و الإخلاص في الدنيا كذلك.
والشرك و الكذب والرياء شجرة في القلب، ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب،
وثمرها في الآخرة الزقّوم والعذاب المقيم.
"الفــوائد" صـ (١٦٤) ] .
هذاهوالإسلام
*التحذير من الشرك الأكبر*
▪قال الله تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
▪وقال سبحانه: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُون)َ
*وإن من مات عليه فلن يغفر له والجنة عليه حرام*
▪قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار)ٍ
*ومن أنواعه*: دعاء الأموات والأصنام، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم ونحو ذلك.
[الدروس المهمة لعامة الأمة للشيخ ابن باز رحمه الله]
•┈┈┈┈•◉۩♦♦۩◉•┈┈┈┈•
*( كلكم راع ومسئول عن رعيته)*
*عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما،*
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:
أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)* رواه البخاري ومسلم.
*قال البغوي رحمه الله:*
مَعْنَى الرَّاعِي هَهُنَا: الْحَافِظُ الْمُؤْتَمَنُ عَلَى مَايَلِيهِ، أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ بِالنَّصِيحَةِفِيمَا يَلُونَهُ، وَحَذَّرَهُمُ الْخِيَانَةَ فِيهِ بِإِخْبَارِهِ أَنَّهُمْ مَسْئُولُونَ عَنْهُ.
*فَالرِّعَايَةُ: حِفْظُ الشَّيْءِ وَحُسْنُ التَّعَهُّدِ.*
فَقَدِ اسْتَوَى هَؤُلاءِ فِي الاسْمِ، وَلَكِنَّ مَعَانِيَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ،
•فَرِعَايَةُ الإِمَامِ وِلايَةُ أُمُورِ الرَّعِيَّةِ، وَالْحِيَاطَةُ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ وَالأَحْكَامِ فِيهِمْ،
• وَرِعَايَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ بِالْقِيَامِ عَلَيْهِمْ بِالْحَقِّ فِي النَّفَقَةِ، وَحُسْنِ الْعِشْرَةِ،
•وَرِعَايَةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا بِحُسْنِ التَّدْبِيرِ فِي أَمْرِ بَيْتِهِ، وَالتَّعَهُّدِ لِخَدَمِهِ وَأَضْيَافِهِ،
•وَرِعَايَةُ الْخَادِمِ حِفْظُ مَا فِي يَدِهِ مِنْ مَالِ سَيِّدِهِ، وَالْقِيَامُ بِشَغْلِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
*(شرح السنة للبغوي (١٠/٦٢).*
•┈┈┈•◈◉✹◉◈•┈┈┈•
هذاهوالإسلام
Comments
Post a Comment